درب من دروب الحياة

ابنائى و زوملائي في المنتدى....... في يوم من الأيام كنت في المدرسة وكانت الأخوات المعلمات يتهيأن لبداية الدراسة وتنظيم الأقسام وبينما هم كذلك دخلت امرأة لا نعرفها من قبل فرحبوا بها الأخوات وسالوها عن سبب قدومها و هدفها من هذا، فاجابت انها تود ان تسجل في تعليم محو الأميه فرحبن المعلمات بها وأجلسنها الى جانبي وكان هذا اول تعارف بيننا وكانت غريبة الديار، جاءت من الغرب الجزائري لم تتعلم في حياتها رغم صغر سنها وكانت يتيمة الابوين قامت بتربية اختها الأصغر منها بعد وفاة والديها وتحملت مسؤولية العائلة في سن صغيرة، وبعد مرور السنين استقلوا اخوتها بحياتهم وكونوا اسرا واولادا وهي كذلك تزوجت وانتقلت مع زوجها الى مدينتي وهنا تعرفت عليها وبالتحديد في مدرسة محو الأمية وكان سبب تغربهم عن اهلهم هو البحث عن العمل الحلال وسكن يلجؤون اليه يحميهم من حر الصيف وبرد الشتاء، وبعد ان تعرفت عليها وعلمت انها غريبة عن المدينة رحبت بها وقلت لها انك في مدينتك هنا وانك بين اخوانك فمرحبا بك ،بدأنا التعلم وكنت انا وهي نتشاور في القراءة فتعلمت عليها حرف الباء كيف يكتب بعد معلمتي طبعا ، وتعلمت عليها كيف اسطر وكيف احسن خطي، فهي صغيرة في العمر مثل ابنتي وانا احبها كثيرا، فاتت اربعة اشهر من بداية تعلمنا وورفقتنا في المدرسة ثم مرضت وتعبت و كان سببه الاحتياج والفقرثم ظهر انها حامل بمولودها الاول فكان هذا بشرى خير لها ولزوجها وفرحنا معها انا وزميلاتنا في المدرسة وكل الاهل لانها اصبحت صديقة العائلة، ولكن اثقلها الحمل والاحتياج وضلم الانسان لاخيه الانسان حيث طرد زوجها من العمل وهو في أشد الحاجة اليه وأخرجه المالك من الأرض التي كانو يعملون فيها فرماهم وحاجاتهم الي الشارع و بعد معاناة وضعت مولودها بالمستشفى ومكثت فيه شهرا كاملا لصعوبة حالتها ووقف الى جانبها كل زملائها في المدرسة وبعد خروجها من المستشففى اوتها زميلتنا في بيتها هي وابنها الرضيع وزوجها وكانت لهم مثل الام الحنون،ورغم صعوبة الحياة الا انها كانت فرحة بابنها الصغير الذي أسمته على بركة الله أحمد ،وبعدشهرين من ولادة احمد وبسبب ضيق الحياة عليها وعلى زوجها اضرا الى الرجوع الى ديارهم رغم تعلقهم بمدينتنا واهلها الطيبينوامنيتهما ان يتعلم أحمد القران في المسجدالبشير الابراهيمي............